رسالة عاجلة و موجعة من قيس سعيد لبنيامين نتنياهو
أكد رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، في اتصال هاتفي جمعه أمس الثلاثاء 11 ماي 2021، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة أن موقف تونس من العدوان على القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هو موقف يتجاوز التنديد والشجب
موقف أثار عديد التساؤلات حول الإمكانات المتاحة أمام قيس سعيد، ماذا يمكن لرئيس الدولة أن يفعل تجاه القضية الفلسطينية؟ ما هي الإمكانات المتاحة أمامه؟
علاقات مع مصر.. ودفع السيسي نحو فتح معبر رفح
اعتبر المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة، في تصريح للديوان اف ام، أنه بإمكان تونس إعادة السعي لإصدار بيان أكثر حدة من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني باعتبارها ممثلة عن الدول العربية في مجلس الأمن الدولي وبإمكانها وبذلك يمكن أن نتجاوز مرحلة الشجب والتنديد، على حد تعبيره.
وأضاف بوعجيلة أنه يمكن أن تلعب تونس، بما لها من رمزية في المنطقة العربية باعتبارها مهد الثورات العربية، دورا في التعبئة الشعبية العامة في بقية بلدان الوطن العربي لمزيد دعم الشعب الفلسطيني.
وأكد المحلل السياسي أن رئيس الجمهورية له علاقات مع عديد رؤساء الدول العربية خاصة مع مصر باعتبار حدودها مع غزة مشيرا إلى إمكانية دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى فتح معبر رفح الذي يمثل اليوم متنفسا للشعب الفلسطيني ومد المساعدات وتزويده بالإعانات.
وتتمثل مظاهر الاسناد خصوصا في مداواة الجرحى ورعاية المستشفيات وبذلك يمكننا أن نقول فعلا بأن تونس دخلت في معركة حقيقة مع فلسطين تتجاوز مرحلة البيانات والتظاهرات إلى التفعيل الحقيقي لقدراتنا الديبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية لإسناد الشعب الفلسطيني، وفق المصدر ذاته.
إمكانات محدودة.. وتونس يمكنها أن تقدّم دعما ماديا
من جانبه، قال المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، إن إمكانات تونس محدودة مثلها مثل أغلب الدول العربية، مبينا أن تونس يمكن أن تصدر بيانات تنديد، أو تقدّم دعما ماديا وماليا للشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل بناء ما قام بهدمه الكيان الصهيوني.
وأضاف الحناشي، أن هناك إمكانية دعوة الأمم المتحدة للاجتماع الأول والثاني، مشيرا إلى أن تونس ليس لديها جيش قادر على القيام بردة فعل معيّنة، وأن فلسطين ليست في حاجة إلى جنود لأن الحرب ليست وجها لوجه وإنما تقوم على الطائرات والصواريخ، كما أن فلسطين لديها مقاومة قوية في غزة والضفة الغربية ولديهم إمكانات كبيرة، وفق قوله.
إمكانية استغلال الجانب الديبلوماسي..
أما المحلل السياسي، صلاح الدين الجورشي، قال “إذا أراد رئيس الجمهورية الخروج من نطاق التنديد والانتقال إلى مستوى الفعل، فعليه استغلال الجانب الديبلوماسي سيما وأن تونس مسؤولة مؤقّتا على مجلس الأمن، وبالتالي يمكن أن يدفع النقاش داخل مجلس الامن في اتجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني بطريقة ما، رغم أنه من الصعب توجيه ادانة قوية للاحتلال الصهيوني، نظرا للتحالف المستمرّ والدائم معه ومع أمريكا”.
وأضاف الجورشي “أنه بإمكان رئيس الجمهورية أيضا، توفير الدعم المالي حتى وان كان ذلك رمزيا، من خلال إعلان اكتتاب شعبي من قبل التونسيين الذين لديهم استعدادا لدعم الشعب الفلسطيني، ثم إيجاد صبغة لإيصال هذا الدعم للفلسطينيين خاصة في غزّة”.
وأوضح أن الإجراءات المذكورة لا تكلّف تونس الكثير، مردفا بالقول “فغير ذلك فإن رئيس الجمهورية غير قادر على تقديم أمر إضافي.”
ويذكر أن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، ثمن في اتصال هاتفي جمعه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة صمود الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
ويشار إلى أن سعيد عرف بمناصرته للقضية الفلسطينية حيث صرح سابقا، خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعته بمنافسه في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، نبيل القروي، سهرة 11 أكتوبر 2019، بأن “التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة وخيانة عظمى.
عمل صحفي: هدى وصلي وسحر بنبلقاسم ( DIWANFM)