تونس في مفترق الطرق: بين تحديات الأزمة الاقتصادية وآفاق الإصلاح

تونس في مفترق الطرق: بين تحديات الأزمة الاقتصادية وآفاق الإصلاح
تواجه تونس في عام 2025 تحديات اقتصادية جسيمة تهدد استقرارها الاجتماعي والسياسي. تتراوح هذه التحديات بين ارتفاع معدلات التضخم، وتزايد الديون، وتباطؤ النمو الاقتصادي، مما يضع البلاد أمام خيارات صعبة تتطلب إصلاحات جذرية.
مؤشرات اقتصادية مقلقة
تشير التقارير إلى أن تونس تعاني من ركود اقتصادي، حيث سجلت معدل نمو بلغ حوالي 1.5% في عام 2024 مقارنة بمعدل 2.7% في 2023، مما يعكس تباطؤًا واضحًا في النشاط الاقتصادي . بالإضافة إلى ذلك، يتوقع البنك المركزي التونسي استمرار التضخم فوق 5% بين عامي 2025 و2026، على الرغم من الجهود المبذولة للسيطرة عليه .
إصلاحات حكومية وتحديات التنفيذ
في محاولة لمعالجة الأزمة، كشفت الحكومة التونسية عن خطة إصلاحية تتضمن إجراءات تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني، مثل تخفيف الأعباء عن الشركات المحلية وتشجيع الاستثمارات الخارجية، مع التركيز على دعم الشركات الصغرى والمتوسطة . ومع ذلك، تواجه هذه الإصلاحات تحديات كبيرة، خاصة في ظل تعثر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي .
مخاطر اجتماعية محتملة
تزايدت التحذيرات من انفجار اجتماعي وشيك في تونس، حيث يعاني المواطنون من تدهور القدرة الشرائية وارتفاع معدلات البطالة. وقد حذر مدير الديوان الرئاسي السابق من أن استمرار الأزمة الاقتصادية قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية .
آفاق المستقبل: بين التحديات والفرص
رغم هذه التحديات، يرى بعض الخبراء أن تونس تمتلك فرصًا للخروج من أزمتها من خلال تنفيذ إصلاحات هيكلية وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد. كما أن الحوار الوطني الشامل قد يكون مفتاحًا لتحقيق توافق وطني يمهد الطريق نحو الاستقرار والتنمية المستدامة .
في ظل هذه الظروف، تبقى تونس في حاجة ماسة إلى رؤية استراتيجية واضحة وإرادة سياسية قوية لتنفيذ الإصلاحات الضرورية، مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لضمان تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.