ماذا قالت الصحف العبرية عن سقوط الأسد؟

أمام تواصل ضبابية المشهد في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، بطريقة اعتُبرت مفاجئة وسريعة، وفي ظل قصف الاحتلال لعدة مواقع عسكرية سورية، سارعت الصحف العبرية في قراءة المشهد حول ما يحدث في الشرق الأوسط، وتحديدا في سوريا
هآرتس: المفاجأة
قالت صحيفة هآرتس إن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي فوجئ بالأحداث الجارية في سوريا، لأنه يولي كامل اهتمامه لجبهتي غزة ولبنان منذ الـ7 من أكتوبر2023
اقرأ أيظا
عاجل: أول تعليق من الاسد بعد سقوط دمشق .. الأسد تلقى معلومات صادمة أجبرته على الرحيل سريعا
ولفتت الصحيفة إلى أن تقارير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تحدثت مؤخرا عن وجود اتجاه للتعافي في صفوف الجيش السوري، وأبرزت أنه بعد دخول الجماعات الإرهابية إلى حلب، توقّع الضباط فرصا ضئيلة لنجاح التمرد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تكن الاستخبارات الإسرائيلية وحدها من أخطأ بهذا الصدد، حيث لم يُبلَّغ حتى الآن عن أي وكالة استخبارات في المنطقة أو الغرب أنها توقعت هذه الأحداث في سوريا.
وأوضحت أنه رغم كل ما سبق فقد تحقق تنبّؤ وزير الدفاع السابق إيهود باراك ما حدث بسوريا، وإن كان بعد أكثر من عقد من الزمن.
شاهد فيديو اول ظهور لبشار في روسيا
وفي الصحيفة ذاتها، كتب جاكي خوجي، “في المعارضة السورية تنازلوا عن الديمقراطية ويتوقعون صراعا طويلا دون حسم”، معتبرا أن المعارضة في سوريا منقسمة بسبب الاختلاف في الآراء، وهي تعتمد على دول لها مصالح متناقضة، بعد عقد تقريبا على الحرب الأهلية فإنه لا أحد يؤمن بحدوث تغيير حقيقي في جوهر النظام هناك.
جيروزاليم بوست: الإسرائيليون يتساءلون
وقالت جيروزاليم بوست -في تحليل بقلم هيرب كينون- إن الاشتعال المفاجئ للحرب الأهلية السورية جعل العديد من الإسرائيليين يتساءلون “عدو عدوي يقاتل عدوي، إذا فأنا مع أيهما؟”، أو بعبارة أخرى، من الذي لا ترغب إسرائيل في رؤيته على حدودها مع سوريا، هل هم “المتطرفون الجهاديون الشيعة” المدعومون من قبل إيران أم “الجهاديون السنة” المدعومون من قبل تركيا؟
ولأن إسرائيل لا ترغب في وجود أي منهما على حدودها وتفضل وجود نظام سوري ضعيف يحكمه الأسد بدل سقوطه -كما تقول الصحيفة- فإن نهجها تجاه التطورات في سوريا سيكون البقاء بعيدا عن الصراع ما لم يتم تهديد مصالحها الأمنية بشكل مباشر أو فوري، كما قال إسحاق شامير أثناء الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات، يمكن لإسرائيل “أن تتمنى النجاح لكلا الجانبين”.
معاريف : على إيران أن تعيد احتساب المسار
وتحت عنوان “وضع حدودي” كتب المحلل العسكري الون بن دافيد في صحيفة معاريف، بينما لم يتفرغوا في اسرائيل بعد للانشغال بالواقع الجديد في سوريا، يتعين على إيران أن تعيد احتساب المسار من جديد في ضوء انهيار حزب الله وحماس، متوقعا أنها ستحاول اعادة قدرات حزب الله.
وقال إنه ليس لإسرائيل اي مصلحة من ان ترى سليلي القاعدة يسيطرون على سوريا، بل الأفضل استمرار حكم الاسد ضعيفا وإبعاده عن المحور الشيعي.
في السياق ذاته، ناقش الباحث يارون فريدمان، بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، التأثير المحتمل للتغيرات المستقبلية في الخريطة السياسية السورية لمصلحة المعارضة على إسرائيل، والعوامل التي قادت إلى التدهور السريع للوضع العسكري للنظام السوري.
معاريف : تراجع دور حزب الله كان له تأثيرا
فبحسب فريدمان، كان أحد العوامل الحاسمة في تدهور الوضع العسكري للقوات السورية، هو تراجع دور حزب الله في البلاد، وذلك جراء الحرب بين الحزب وإسرائيل، التي قال إنها أجبرت الحزب على سحب قواته للتركيز على الجبهة اللبنانية، مما مثل في النهاية فراغاً كبيراً في الجبهة العسكرية للقوات الحكومية السورية.
إسرائيل اليوم : مصلحة الكيان كسر المحور الإيراني
من جهتها، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مسؤول رفيع قوله “لا نتدخل في سوريا لكن مصلحتنا هي كسر المحور الإيراني والرئيس السوري بشار الأسد جزء منه”، مشددا في الوقت نفسه على أن “المعارضة السورية معادية لإسرائيل مثل الإيرانيين”.
يديعوت أحرونوت: مشروع ايران مهدد
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، مقالا للباحث والخبير الإسرائيلي في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي “آي إن إس إس” بجامعة تل أبيب، سلط فيه الضوء على مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد، على يد المعارضة السورية، قائلا “إن إيران تواجه الآن مخاطر جدية قد تهدد مشروعها الإقليمي، بسبب التحولات الكبيرة في الديناميكيات الإقليمية”.
كما رأى أن إيران قد تكون في مرحلة انتقالية خطرة، مع احتمال انهيار حلفائها بصورة غير مسبوقة، معتقدا أن التحولات الجارية في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين تشكل تهديدا مباشرا لهيمنتها الإقليمية، معتبرا أن فقدان السيطرة على سوريا يمثل ضربة قاسية، إذ تعتبرها طهران محورا أساسيا لنفوذها الإستراتيجي.
(وكالات+ صحف عبرية)